كشفت مصادر مسؤولة من الخطوط الجوية الجزائرية بأن الشركة تعرف في الأيام الأخيرة حالة غليان كبيرة، تبعا لتوقيف الأمين العام لنقابة المركزية النقابية، وتسبب القرار في عودة التوتر مجددا إلى بيت بولطيف، بعد أسابيع من الهدوء الذي تبع أزمة حادة كادت أن تطيح به. بالمقابل، تقرر رسميا تنظيم مسابقة لتوظيف 200 طيار غدا الجمعة، وهو ملف كان من بين أهم أسباب تفجير الأزمة الأخيرة، بسبب رفض إطارات من الشركة للعملية “نظرا للتجاوزات التي ستتخللها”. قالت مصادر “الخبر” إن الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية يواجه منذ أيام أزمة جديدة، تبعا لقرار توقيف الأمين العام للمركزية النقابية، حيث ربطت القرار بخلفيات تكون لها علاقة بنشاطه النقابي، رغم فضله الكبير، تضيف مصادرنا، في إعادة الاستقرار إلى الشركة، بعد التوتر الكبير الذي شهدته وترجمته مشاكل بالجملة في تسييرها، بدءا من الاختلالات التقنية وكذا الأزمة الكبيرة في العلاقة بين مسؤوليها، وهو ما كان وراء تدخل الرئيس المدير العام وإقالة 3 مديرين مركزيين. وحسب نفس المصادر، فإن توقيف الأمين العام للنقابة جاء بالموازاة مع قرار تنظيم مسابقة لتوظيف 200 طيار غدا الجمعة، حيث تم اختيار ألفي ملف من بين 11 ألف ملف أودعت على مستوى الشركة بعد الإعلان عن العملية، وهو القرار الذي فجر الخلاف مرة ثانية داخل الشركة، إذ سبق أن تم الحديث عن عملية توظيف خارجية للطيارين لسد العجز الكبير المسجل في هذا السلك مقارنة بالأسطول الجوي الكبير الذي تحوزه الخطوط الجوية الجزائرية، والذي سيتعزز قبل 2016 بـ16 طائرة جديدة، حيث اعترضت أطراف نقابية العملية بسبب الأموال الكبيرة التي ستستنزفها عملية تكوين هؤلاء بالخارج، حيث قدرتها بما يكفي لشراء طائرة “أ.تي.آر 72”. وطرحت الأطراف المعارضة لعملية التوظيف الخارجي حلا بديلا يتمثل في توظيف 125 طيار درسوا في مدارس أجنبية ويحوزون على كفاءات وشهادات معترف بها عالميا، ما كان محل رفض شديد من قبل عدد من المسؤولين الذين يبدو أنهم تمكنوا من تنفيذ “مخططهم” بحسب مصادرنا، لأغراض شخصية، باعتبار أن العملية ستمكنهم من تحويل هذه المناصب المالية والاستحواذ عليها دون عقاب أو حساب، مادام عدد الملفات المودعة على مستوى الشركة يتجاوز 11 ألف ملف. وتنبأت المصادر التي تحدثت لـ“الخبر” بأن تكون الأزمة الجديدة التي تعصف بالشركة بمثابة العاصفة التي ستأتي على الأخضر واليابس، بمعنى أن الرئيس المدير العام الذي رضخ لقرار تنظيم مسابقة التوظيف يكون قد وقع ضحية حسابات ضيقة ستجعله “فريسة” سهلة لمن يبحثون عن رأسه منذ سنوات إن لم يعجل في احتواء الأزمة، والبحث عن مخرج جديد لحالة التوتر والغليان الذي تعيشها الشركة، وهي مهمة صعبة، تقول مصادرنا، مادامت متاعب الخطوط الجوية الجزائرية قد بلغت مرحلة تتطلب تغييرا جذريا على جميع المستويات.